Thursday, October 05, 2006

عمارة يعقوبيان... الكتاب – الفلم

خلال الخمسة أيام الماضية، كان أهلي خارج القطر. مما يعني أني كنت ملك القلعة، ويعني أيضاً أنني ارتحت من الأخبار والاكتئاب الذي تحدثه. أعطاني ذلك مزيداً من الوقت لأقرأ، ومما قرأت كان عمارة يعقوبيان.
لا بد أن الجميع يعرف بأمر هذه القصة، على الأقل عنوانها، إذ أن الفلم الذي أنتج عنها ضم أسماء كبيرة في الوسط الفني المصري كما أنه يقال أنه سوف يرشح لأوسكار أفضل فلم أجنبي.
القصة أخذت شعبيتها، أعتقد، لأنها تسلط الضوء على مفاسد الثالوث المحرم عند العرب: الجنس، الدين، والسياسة. تدور أحداث القصة حول سكان عمارة يعقوبيان وتفاصيل حياتهم. ويستعرض في سياق ذلك كافة أنواع القصص التي تحدث خلف الكواليس مما يخطر ولا يخطر على بال. فهناك الدون جوان وأخته التي لا تمت تصرفاتها لقرابة الدم بصلة. وصاحب محل ألبسة يستمتع بالاستمناء على موظفاته في مخزن المحل (لقاء تعرفة طبعاً). وهناك مثليي الجنس (بالأصالة وبالحداثة). كما يوجد شيخ تاجر للمخدرات، مزواج، فاسد متورط مع الدولة وأوساخها. لدينا ابن ناطور العمارة ومشاكله مع كلية الشرطة، وتعذيب الشرطة، يتحول إلى إخونجي لا هم له سوى الانتقام. يوجد أخان قبطيان نصابان ديوثا الأخلاق على الأقل. وهناك الفتيات المغلوب على أمرهن واللواتي يبدو أن لا وظيفة لهن سوى استثارة شبق الرجال وإشباع متعهن... إلخ من الشخصيات.
لا توجد نهاية سعيدة، أفضل الحلول بأحسن الأحوال هو الوسط. لا توجد شخصية مثلى ولا بطل واحد. الأشخاص أقرب ما يكونون إلى الحقيقة: غير كاملين.
لكن برغم قوة وخطورة الموضوعات المطروحة، إلا أن طرحها الأدبي لم يعجبني (وعلى الرغم من أن معظم من يعرفني يدرك أني لا أطيق الفنون أو اللهجة المصرية، إلا أن رأيي هذا محايد). كاتب القصة طبيب أسنان بالأصل، وقد نال شهرة لا شك بعد هذا الكتاب، إذ طبع منه 9 مرات حتى الآن. لكن القصة أدبياً لا ترقى لنفس المستوى التجاري. الخلط بين العامية والفصحى في الأحاديث مثلاً ليس طيب المذاق. كما أن قراءة الكتاب عسيرة أحياناً، فشتان ما بين الآلة التي طبعت هذا الكتاب والآلات التي تطبعها في سوريا. أنا متأكد أنهم يستخدمون الطريقة نفسها منذ 15 سنة حتى الآن، ولن أستغرب إن كان ذلك على الآلة الكاتبة. نصف الحروف ممحية، على الأغلب أن لا أحد كلف نفسه عناء تنضيد النص ألكترونياً. وفضلاً عن كل ذلك، هل يوجد من يعلم قواعد الإملاء في مصر بشكل خاطئ لا يريد أحد أن يصلحه؟؟؟ مثلاً شؤون تكتب شئون، وكلمة رؤوس تكتب رءوس!!! وأيضاً، لا توجد علامات تنقيط في النص سوى الفاصلة!! هل يعقل هذا؟؟ فقرات بكاملها لا تفصل بين جملة سوى فاصلات، هذا إن وجدت أصلاً... لا لا لا، هذا عيب.
أما بالنسبة للفلم، فهو مقتبس بشكل جيد عن الكتاب، قد تتغير بعض التفاصيل، لكن النهايات واحدة. والفلم طويل، أكثر من ثلاث ساعات. وهو كما قيل سيرشح للأوسكار. وأستغرب، لماذا يكون هذا الفلم هو من يمثل مصر؟ وبغض النظر عن مستواه، سيكون إن ربح مثار فضول بعض المشاهدين، وسيكون ربما الفلم المصري الوحيد الذي يراه أجنبي. ويطيب لي أن أتخيل موقفهم وماهية الفكرة التي سيأخذونها عن ذلك البلد. هل الفساد السياسي والأخلاقي والديني هو كل ما يجري هناك، ربما يكون ذلك هو الحال، لكن لا أدري...

4 Comments:

At Fri Oct 06, 01:02:00 PM GMT+2, Anonymous Anonymous said...

Thanks for the post.
I read the novel after all that fuss about it, and it was a total flop!
Anyway, I just wanted to comment that the issue of "hamza" has a long history, and funnily enough, Mr. Jihad Alkhazen wrote about it today:
أفهم أن يكتب المصريون مسئول والهمزة بين سكون وواو، مغلبين السكون، وأن يكتب الشوام مسؤول، مغلبين الواو. ولكن أرجو من شعب مصر الحبيب أن يقتنع معي بأن شؤون أصح من شئون، والهمزة بين ضم وواو... يعني يكفيني جورج بوش وإدارته، حتى يهمز الفصحاء من قناتي.
http://tinyurl.com/nppyl

Thanks

 
At Sat Oct 07, 12:30:00 PM GMT+2, Anonymous Anonymous said...

Anon and Fadi, thanks for the comments.
I have to say though that in regard to the points elaborated by Fadi I will say the following:
1- it is true there is difference in the Hamza rule, but I think that the Egyptians are not the ones to represent the language itself (despite there contribution to literature, enough that they can hardly speak فصحى without Egyptianize it)
2- I wasn't complaining about cheap paper, the printing is horrible. And furthermore, the price is the same as any other Syrian novel, so no price advantage. Maybe profit advantage.
3- what annoyed me about the spoken dialect is that it had no pattern. sometimes it is in spoken sometimes in proper (for the same character).
Thanks anyway for the time to read my continuous whining, and having the time to comment. I hope you are doing well in the new job.

 
At Mon Oct 09, 12:28:00 PM GMT+2, Blogger Yazan said...

bassam,

I've been in egypt, I know ho it is to live there, I've read, heard and seen a lot about Egypt... and from what I can say... this novel is no short than FULL Truth... that's Egypt...

It goes down a bit deeper, into the psychology of egyptians, but thats a long subject that i dont wanna get in...

 
At Wed Oct 10, 12:58:00 PM GMT+3, Anonymous Anonymous said...

يا سيدى ولا اللهجة المصرية ولا الفنون المصرية بتحبك على الأقل احنا دولة عمرها 7000 سنة مش دولة كونها الإستعمار والفنون عندنا منذ ذلك التاريخ والعالم كله مبهور بيها لدوقتى وانا فاهم كرهك ليه اكيد احساس بالدونية امام عظمة وحضارة المصريين حتى فى العصر الحديث اصل كل الفنون العربية خرج من مصر. مثلا لو تقرى شوية تعرف ان اول رواية عربية كانت مصرية(زينب) اول فيلم عربى كان مصرى اول مسرح عربى كان مصرى اول مسلسل عربى كان مصرى وده مش غريب على اللى شيدوا الحضارة العظيمة الدور والباقى على البلاد الى مش قادرة تعتمد على نفسها البلاد الى لسه محتله واخرهم شعارات وكلام وساعة التنفيد(ستحتفظ بحق الرد)ابقى قابلنى
حتى المطابع الى انت بتتريق عليها اول مطبعة عربية كانت فى مصر وموتوا بغيظكم

 

Post a Comment

<< Home