السر المصون في شيعة الفرمسون
هذا آخر كتاب انتهيت من قراءته وهو كتاب شيق وممتع ومفيد. ألفه سنة 1910 الأب لويس شيخو اليسوعي في فضح ادعاءات وأكاذيب وغايات الماسونية في ذلك الوقت على الأقل. والطبعة التي بين يدي هي من منشورات نوبل.
الكتاب على ما يبدو هو تجميع لست مقالات في الماسونية نشرت في جريدة حينها اسمها المشرق. وهو يقع في عدة أبحاث كلها ننقد المذهب الماسوني (أو الفرمسوني) وأعماله. والكاتب ذو حس فكاهي طريف (بالعامي: أفّلجي). وهذا يجعل قراءة الكتاب أسلى. وهو كالبحث العلمي كل شواهده مرفقة بمرجع يدل على أصل القول أو المعلومة.
وللتلخيص (كان يجب أن ألخص فحوى الكتاب أثناء القراءة) أقتبس مايلي:
"الماسونية شركة سرية سياسية غايتها تقويض اركان كل سلطة دينية كانت أو مدنية".
في الفصل الأول يقوم الكاتب بسرد لتاريخ الماسونية والتناقضات في رواياتهم، فمنهم من يعيدها إلى آدم ومنهم إلى الفراعنة وهكذا. ولكن من خلال قراءتي يبدو أن أصولها بشكلها الحالي يعود إلى القرن السابع عشر أو الثامن عشر. ويعني اسم الماسونية أو الفرمسون: البناؤون الصادقون. ولهم أسرارهم الخاصة التي يقسمون أغلظ الأيمان على ألا يشوا بها تحت طائلة شتى أنواع العقاب والتنكيل. وهذه الأسرار تعطى لهم تباعاً كلما تقدموا في المراتب (33 مرتبة). ومن الأسماء المعروفة بانتمائها السابق أو المستمر للماسونية التالين (وهذا أدهشني): محمد عبدو والأمير عبد القادر الجزائري (لكنهم نبذوا الشيعة الماسونية بعد اكتشافهم لحقيقتها). وكذلك جرجي زيدان، ابراهيم اليازجي، وشخص كثير التكرار خلال الكتاب اسمه شاهين بك مكاريوس (وألقابه تتعدى الخمسة عشر سطراً). ويفند الكاتب ادعاءات الماسون بكون جمعيتهم خيرية، تسعى لنشر العلوم وأنها لا تعادي الدين ولا تتعاطى السياسة. ويبدو أن الماسونيون لعبوا دوراً كبيراً في الثورات الاوروبية مثل الفرنسية والبرتغالية وغيرها من الدول خاصة من فصل الكهنة من التعليم والتدريس. وللماسونية باع طويل في معاداة بابا الفاتيكان والمذهب الكاثوليكي والجزويت أو اليسوعيين بشكل خاص.
في الفصل الثاني يقوم الكاتب هنا بسرد الدرجات الماسونية بدءاً بالطالب إلى الاستاذ إلى الفارس (بأنواعه: قدوش أو صليب وردي إلخ...) وكذلك المراسم الخاصة ببعض المراحل وما يتلو المتقدم من أيمان وبعض الرموز الماسونية كالمصافحات والسلام وبعض العبارات أو المصطلحات مثل: بعوز، جاكين، ماك بناك، طوبلاقين وغيرها. كما يسرد بعض الأرقام عن الايالات الماسونية واعداد المشتركين فيها، حيث أن كل محفل لا يتجاوز عدد أفراده الخمسين وسطياً.
في الفصل الثالث بحث عن آداب (أو قلة آداب) الماسونية. ويبدأ بمشكلة الاعتقاد بالله. ويبدو أن الماسون كانوا يقولون بـِ : مهندس الكون العظيم أو الأعظم (بدلاً من الله ويتبعون ذلك دليلاً لغير الماسون بأنهم يؤمنون به، لكن للكاتب رأي آخر)، ولكن حتى هذه ألغوها ما عدا في بعض المحافل الشرقية حيث الديانة قد لاتزال تلعب دورها. كما يتعرض لمشكلة الماسون مع الديانات ورجال الدين. ويتبعها بصلتها أو موقفها من الملوك والعائلة والزواج والشعب والوطنية وغيرها. وبالملخص فإنهم يسخرون من استطاعوا إليه سبيلاً لتحقيق أغراضهم وذلك يتضمن الدرجات الدنيا من الماسونية، حيث تجب الطاعة العمياء للرؤساء الأعلى شأناً.
في الفصل الرابع هناك تعرض للجهاد ضد الماسونية سواء من الدول، الملوك، أو الكنائس على اختلاف طوائفها. وكذلك لا نستثني المسلمين. لم يأتي ذكر لمحاربة اليهود للماسونية ولكن في الفصل الأخير يذكر الكاتب أن معظم الرؤساء الأعليين في الماسونية أو صناع القرارات كانوا من اليهود.
الفصل الخامس يبحث في كتب الماسونية، جيشهم، لغتهم ومصطلحاتهم الخاصة، ودواوينهم. ثم يبحث في شرور الماسونية المرتكبة في أصقاع الأرض، خاصة أوروبا، إضافة إلى سوريا ولبنان.
أما الفصل السادس والأخير فهو معنون بـِ: قعر الجراب الماسوني. وفيه بحث عن منشئ الماسونية ورئيسها، وعلاقتها ببعض الرموز خاصة الشيطان. ثم متفرقات عن الماسونية الشرقية واليهودية. وفي آخر الفصل نبذة من قصائد الماسونية والقصائد المضادة.
الكتاب مرة أخرى شيق ويدعو الشخص للبحث أكثر عن هذه الجمعية السرية ذات الوجهين و الأهداف الغامضة.
3 Comments:
Very interesting. I'm curious to know what they did in Syria and Lebanon!!!
gooooooooood books
كتاب شاهين مكاريوس عندى وانا عاكف على قرائته وأرى به الكثير من الإيجابيات
بل كله ايجابيات
اما عن كلامك عن ان محمد عبده كان ماسونيا فهذا خطأ
ولكن عبد القادر الجزائرى كان ماسونيا وظل ماسونيا
اما اول رئيس ماسونى للهيئة الماسونية فى مصر فهو الخديو محمد توفيق
Post a Comment
<< Home